كيف نجمع بين الآية الكريمة: (وأما بنعمة ربك فحدث)، الحديث الشريف: "استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان"؟
كيف نجمع بين الآية الكريمة وأما بنعمة ربك فحدث الحديث الشريف استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان التفاصيل اول تعليق
السؤال
كيف أوفق بين هذه الآية وأما بنعمة ربك فحدث وهذا الحديث استعينوا علي إنجاح الحوائج بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود لأن أخي سألني عن هذا الحديث ولم أعرف الرد عليه حتى الآن
ملخص الجواب
التوفيق بين آية وأما بنعمة ربك فحدث وحديث استعينوا علي إنجاح الحوائج بالكتمان.
ما المقصود بالتحديث بالنعمة
الحمد لله.
التوفيق بين آية وأما بنعمة ربك فحدث وحديث استعينوا علي إنجاح الحوائج بالكتمان.
لا تعارض بين قوله تعالى وأما بنعمة ربك فحدث وحديث استعينوا علي إنجاح الحوائج بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود علي فرض صحته وقد وفق العلماء
فالكتمان يكون قبل حصول الحاجة فإذا حصلت وأنعم الله عليه ببلوغه ما يريد فإنه يتحدث بالنعمة ويشكر الله عليها ما لم يخش من حاسد.
قال المناوي رحمه الله
استعينوا علي إنجاح الحوائج لفظ رواية الطبراني استعينوا علي قضاء حوائجكم بالكتمان أي كونوا لها كاتمين عن الناس واستعينوا بالله علي الظفر بها ثم علل طلب الكتمان لها بقوله فإن كل ذي نعمة محسود يعني إن أظهرتم حوائجكم للناس حسدوكم فعارضوكم في مرامكم وموضع الخبر الوارد في التحدث بالنعمة ما بعد وقوعها وأمن الحسد انتهى من فيض القدير 1493.
قال ابن كثير رحمه الله
قوله تعالى قال يا بني لا تقصص رؤياك علي إخوتك يؤخذ من هذا الأمر بكتمان النعمة حتى توجد وتظهر كما ورد في حديث استعينوا علي قضاء الحوائج بكتمانها فإن كل ذي نعمة محسود انتهى من تفسير ابن كثير 4318.
وقد ذهب بعض العلماء إلى أن المقصود من التحديث بالنعمة هو القيام بشكرها وإظهار آثارها فإذا أنعم الله عليه بالمال شكر الله تعالى علي هذه النعمة وأكثر من التصدق والكرم والجود حتى يقصده الفقراء والمحتاجون كان هذا هو المقصود بالتحديث بالنعم وليس المراد تعديد ثروته وإخبار الناس بما عنده فإن هذا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا هو أيضا من فعل ذوي الحزم والهيئات.
وأما بنعمة ربك فحدث أي بشكرها وإظهار آثارها فيرغب فيما لديه
منها ويحرص علي أن يصدر المحاويج عنها. وهذا هو سر الأمر بالتحدث بها.
وفي الآية تنبيه علي أدب عظيم وهو التصدي للتحدث بالنعمة وإشهارها حرصا علي التفضل والجود والتخلق بالكرم وفرارا من رذيلة الشح الذي رائده اتم النعمة والتمسكن والشكوى.
قال الإمام يعني الشيخ محمد عبده من عادة البخلاء أن يكتموا مالهم لتقوم لهم الحجة في قبض أيديهم عن البذل فلا تجدهم إلا شاكين من القل أما الكرماء فلا يزالون يظهرون بالبذل ما آتاهم الله من فضله ويجهرون بالحمد لما أفاض عليهم من رزقه. فلهذا صح أن يجعل التحديث بالنعمة كناية عن البذل وإطعام الفقراء وإعانة المحتاجين.
فهذا هو قوله وأما بنعمة ربك فحدث أي إنك لما عرفت بنفسك ما يكون فيه الفقير فأوسع في البذل على الفقراء. وليس القصد هو مجرد ذكر الثروة فإن هذا من الفخفخة التي يتنزه عنها النبي صلى الله عليه وسلم. ولم يعرف عنه في امتثال هذا الأمر أنه كان يذكر ما عنده من نقود وعروض. ولكن الذي عرف عنه أنه كان ينفق ما عنده ويبيت طاويا.
وقد يقال إن المراد من النعمة النبوة. ولكن سياق الآيات يدل علي أن هذه الآية مقابلة لقوله ووجدك عائلا فتكون النعمة بمعنى الغنى انتهى من محاسن التأويل 9493 وينظر تفسير جزء عم للشيخ محمد عبده 112.
علي أن التحديث بالنعم لا يلزم أن يكون علي سبيل التفصيل بل قد يكون إجمالا بأن يقول إن الله أنعم على بالصحة والغنى والهداية ولا يفصل في ذكر هذه النعم.
قال السعدي رحمه الله
وأما بنعمة ربك فحدث وهذا يشمل النعم الدينية والدنيوية أي أثن علي الله بها وخصها بالذكر إن كان هناك مصلحة وإلا فحدث بنعم الله علي الإطلاق فإن التحدث بنعمة الله داع لشكرها وموجب لتحبيب القلوب إلى من أنعم بها فإن القلوب مجبولة علي محبة المحسن انتهى من تفسير السعدي ص 928.
والله أعلم.