لماذا تقوم القطط بحمل صغارها من رقابهم
لا شكّ أن العديد من الحيوانات وخاصة الثدية منها تمتلك مشاعر وخاصة تلك المتعلّقة بعاطفة الأمومة بصورة ملفتة، ومن الظلم اعتبار الحيوانات خاوية المشاعر لا تتحمّل المسؤولية، فالقطط مثلاً من الحيوانات التي طالما ألفها الانسان والتي كان لتفاصيل حياتها العديد من المفاجئات التي كشفت عن سلوكياتها، ولعلّ عناية القطط بصغارها من الأمور التي طالما توقّف عندها علماء سلوك الحيوان وحاولوا تفسيرها، ولكن هل تساءلنا عن الكيفية التي تقوم القطط من خلالها بحمل صغارها، وما تأثير ذلك على سلوكها؟
لماذا تقوم القطط بحمل صغارها من مؤخرة رقابهم
تعتبر المنطقة التي تقوم من خلالها القطط بحمل صغارها عن طريقها المنطقة الأكثر أماناً على حياة الصغار، فهي منقطة بعيدة عن العمود الفقري ويوجد فيها تجمّع جيد لجلد الرقبة بصورة تسمح للأم بأن تحمل صغارها من خلالها دون أن تلحق بها الضرر، وعادة ما تقوم القطط بحمل صغارها بهذه الطريقة لعدّة اعتبارات، وأول هذه الاعتبارات وأكثرها أهمية هو خوف القطط على حياة صغارها لاعتقادها بأن هناك خطړ داهم قد يؤدي إلى مۏت الصغار، وبالتالي فهي تكون مضطرة إلى نقل الصغار إلى أماكن أكثر أماناً حسب تقديرها.
ولا يوجد لدى القطط في الحالات التي تستوجب الحذر أن تخاطر بحياة صغارها وأن تقوم بترحيلهم بصورة سريعة من خلال المشي أو الركض كون الأمر يكتنفه العديد من المخاطر المحتملة، وعدم قدرة الصغار على الركض أو التسلّق، وبالتالي تجد القطّة الأم نفسها مضطرة لأن تقوم بحمل صغارها بصورة فردية كلّ واحد على حِدَة مستخدمة نفس الاستراتيجية في حمل باقي الأشقاء، ولعلّ الصغار بدورهم يبدون مستسلمين تماماً للأم في حال نقلهم وكأنهم موتى في نظر من يراقب الأمر ولكنهم في حقيقة الأم في راحة تامة.
إن ثاني الاعتبارات التي تدعو القطة الأم لحمل صغارها ونقلهم من مكان لآخر هو الشعور ب أحد وإذا شعرت بالمضايقة فإنها تقوم بالرحيل بصورة سريعة تاركة المكان الذي تواجدت فيه إلى مكان أكثر أمناً، وثالث هذه الاعتبارات هو البحث عن المكان الذي يوفر الغذاء بصورة أفضل من الأماكن القديمة، وهذه الصورة التي قد نراها بصورة مستمرة ما هي إلا تفسير لإحدى هذه الاعتبارات.