قصة عن المخرج حاتم علي رحمه الله
نقلاً عن مكسيم خليل
قصة قصيرة:
في اخر يوم تصوير من مسلسل خماسية مطر ايلول..
وفي اخر مشهد من ذاك اليوم .. وبعد ١٥ يوم من التصوير المتواصل المتعب .. وصلنا انا ونادين لهذا المشهد الذي سينهي تصوير هذه الخماسية..
قلت لها مشهد مطر ..قليل من الضحك والتأمل و سينتهي الامر .. وبكل الاحوال لا يمكن اعادة المشهد ..
صورنا المشهد بهذا المزاج و كأننا نسينا اننا مع مخرج يحمل من وجهات النظر واحترام المهنة ماهو اوسع من فكرة ان تقول (مشهد و بيمرق)
جاء حاتم او بالاحرى مايحق له فعلاً ان تناديه دوماً استاذ حاتم .. ليقول : لا .. (موهيك..هذا المشهد له معنى اخر ).. وشرح لنا لماذا وكيف و متى ..ببساطة العارف وثقة المتمكن..وأضاف عائداً الى المونيتور :(يالله سنعيد المشهد) .. قلت لنادين حينها ضاحكاً ..
رحل حاتم وترك في داخلي وحتماً في دواخل الكثيرين ماهو اهم من فكرة النجومية التي اصبحت صيداً سهلاً .. ترك في داخلنا معنى كلمة "الممثل " معنى فكرة ان "الفن رسالة" التي اصبحت في هذا الزمن (نكتة) او محط سخرية .. رحل وتركنا نكمل الصراع مع مفهوم "الجمهور عاوز كدة" فهو يدرك ان هذه الجمله ماهي اللا تقليل من شأن ذائقة الجمهور الحقيقية..ترك داخلنا تلك الاسئلة الدائمة : لماذا و كيف و متى
اريدها هنا .. لا تكرار واعادات بدون فهم …يخرج المشهد بعد التصوير الى المونتير جاهزا للمونتاج بالقطات المعتمدة و زمنها وتزمينها …حاتم يروي الحكاية و لا تعنيه تفاصيل الزينة.. حاتم يقترب بالممثل نحو الشارع ولا يترفع عنه.. حاتم علي ثقافة معرفية حقيقية من زمن القراءة والمعرفة و ليست فقط معرفة بصرية لا يحسن استخدامها .. نحن دائماً بحاجة لحماية هذا الإرث ..
لا شك انه لا مشكلة في التجريب والمحاولات و المغامرة.. فهذه المهنة تحيا و تتطور منها ..
لطالما كان في حياة المجتمعات
عابرون كُثُر..
لكن حتماً قليلون من يعبرون عبور
(حاتم علي).