قصة الأخوات الثلاث
انت في الصفحة 2 من صفحتين
أما الثالثة فكانت تسمع كلام أختيها وتضحك،
وبعد صمت قالت لهما: إن أحلامكما صغيرة جدا، أما أنا فإما أن أظل أعمل في ضوء هذا القنديل،
وأتعب عيني ويدي، وأصبر على الجوع والعوز، وإما أن
أتزوج من ابن حاكم المدينة.
وضحكت منها أختاها مليًا. أما حاكم المدينة فقفل عائدًا إلى القصر.
وعند الصباح طلب إلى الحراس أن يذهبوا ويأتوه بالفتيات الثلاث. فلما حضرن بين يديه
قال لهن: لقد مررت البارحة بيتكن ووجدتكن
قد أنرتن القنديل ورحتن تعملن في غزل الصوف وتطريز الثياب.
أما علمتن أني أعلنت الحداد ثلاثة أيام بسبب وفاة والدتي وأمرت من في المدينة ألا يضيئوا قنديلا
قبل ثلاث أيام؟
فقالت الأخت الوسطى: لقد عرفنا بأمرك يا سيدي الحاكم، ولكن العوز قد أجبرنا على أن نتجاوز إرادتك ونضيء القناديل لنحصّل رزق نهار الغد.
وهنا قال حاكم المدينة للفتاة الأولى: أما أنت أيتها الفتاة، فسنزوج منك طباخ هذا القصر. واستغربت كلامه، وكيف عرف أنها كانت تحلم بذلك، لكنها لم تنطق بأي كلمة.
ثم وجه كلامه للفتاة الثانية قائلا: أما أنت فسيتزوجك أحد الحراس، أتوافقين ؟
أظن أنك توافقين، غير أن خجلك يمنعك من أنت تقولي أي شيء.
ونظر إلى الفتاة الثالثة، وهي أصغرهن
وقال لها: أما أنت فستكونين وصيفة لابنتي.
وهكذا كان.
تبدلت حياة الفتيات الثلاث وبات عيشهن رغيدًا.
وكانت الفتاة الصغرى ترافق بنت حاكم المدينة، وتقوم معها بنزهات جميلة وتجلس إليها فترات طويلة في حديقة القصر.
وفي يوم، وبينما كانت في الحديقة، تتأمل الأزهار وتفكر، وهي وحيدة، رأت بالقرب منها شابًا جميلًا، توقف برهة من غير أن يتكلم، ثم قال لها:
أراك تجلسين هنا وحدك، أما لك من صديقة تجالسينها ؟
فقالت: إنني وصيفة بنت حاكم المدينة، وها أنا أنتظرها لتوافيني إلى الحديقة، حيث تحب الجلوس فترات طويلة من النهار.
وطالت نظرة الفتى إلى الوصيفة، وبات يلتقيها مصادفة بين الحين والحين حتى جاء وقت رآها فيه واقفة قرب زهرات جميلة، فأخذها بيديه وأسرع بها نحو القصرالذي صعد درجاته، ثم دخل بها مع زوجة الحاكم، وقال لها:
– أمي.. أريد أن أتزوج هذه الفتاة.