لماذا إختار الله سبحانه.وتعالى الغراب دون كل الطيور والمخلوقات ليُعلِم الإنسان الډفن في قصة قابيل وهابيل؟ سيذهلكم السبب
الله سبحانه وتعالى العليم الحكيم اللطيف الخبير لم يضرب لنا مثلا في كتابه أو يقص علينا قصة إلا لحكمة علمها من علمها وجهلها من جهلها. ومن ذلك القصة التي أشار إليها السائل الكريم.
وبخصوص ذكر الغراب فيها دون غيره من الطيور والحيوانات فقد جاء في تفسير التحرير والتنوير: وكأن اختيار الغراب لهذا العمل إما لأن الډفن حيلة في الغربان من قبل، وإما لأن الله تعالى اختاره لمناسبة ما يعتري الناظر إلى سواد لونه من الانقباض بما للأسيف الخاسر من انقباض النفس، ولعل هذا هو الأصل في تشاؤم العرب بالغراب، فقالوا: غراب البين.
وفي روح المعاني: والحكمة من كون الغراب هو المبعوث دون غيره من الحيوانات كونه يتشاءم به في الفراق والاغتراب، وذلك مناسبة لهذه القصة.
والغراب بطبيعته يبحث في الأرض دائما بمنقاره ورجليه عن رزقه، وربما ډفن الأماكن التي نبشها، ولعل من الحكم في ذلك أن على المسلم أن يتعلم من كل ما حوله ولو كان دونه في المنزلة، فإن الحكمة ضالة المؤمن، أنى وجدها فهو أحق الناس بها.
فقد بعث الله تعالى هذا الحيوان لابن آدم الأول ليتعلم منه كيفية ډفن المۏتى والتي هي فريضة على جميع الناس على الكفاية، فيجب ډفن الإنسان ولو كان غير مسلم، كما قال سبحانه وتعالى: ألم نجعل الأرض كفاتا (25) أحياء وأمواتا {النبأ: 25-26}. وقال: ثم أماټه فأقبره {عبس: 21}.
والحاصل أن قصص القرآن الكريم كلها عظات وعبر ودروس إذا تأمل فيها المؤمن
لماذا إختار الله الغراب
تشير بعض الأبحاث والدرسات أن أذكى وأمكر طائر هو الغراب ويتميز الغراب بأكبر حجم لنصفي دماغ بالنسبة إلى حجم الجسم في كل الطيور المعروفة ومن بين الدرسات لسلوك الحيونات والطيور وتم اكتشاف أن الغربان لها قوانين وأحكام من الجماعة على الفرد الذي يخرج على نظامها حسب قوانين العدالة الفطرية التي وضعها الله سبحانة وتعإلى ومن الچرائم التي يعاقب عليها الفرد هي چريمة إغتصاب طعام الفراخ الصغار ويحكم عليه بنتف الريش حتى يصبح عاجزا عن الطيران وچريمة إغتصاب العش أو هدمه وهنا يحكم على الغراب المعټدي ببناء عش جديد لصاحب العش المعتدى عليه.
الغربان لها محاكم
چريمة الإعتداء على أنثى غراب أخر تعد من أشد الچرائم ويعاقب المعټدي بحكم شديد حيث تقضي جماعة الغربان پقتل المعټدي ضرباً بمناقيرها حتى المۏت وحينئذ يحمله أحد الغربان بمنقاره ليحفر له قبراً يتواءم مع حجم جسده يضع فيه جسد الغراب القتيل ثم يهيل عليه التراب أحتراماً لحرمة المۏت ويتم عقد المحكمة عادة في حقل من الحقول الزراعية أو في أرض واسعة، تتجمع فيه هيئة المحكمة في الوقت المحدد، ويُجلَب الغراب المتهم تحت حراسة مشددة، حيث تحيط به جماعة من الغربان، وتبدأ محاكمته فينكس رأسه ويخفض جناحه ويمسك عن النعيق اعترافا بذنبه
وفي نفس الوقت أكد العلماء المختصون بدراسة علم سلوك الحيوانات والطيور أن الغراب هو الوحيد الذي يقوم بډفن مۏتاة عن سائر الطيور الأخرى وهي تعيش في مجتمعات كما البشر ولها محاكم تعاقب المخطيء وتقتص منه