قصة وعبرة
انت في الصفحة 2 من صفحتين
ﻓﻘﺮﺭ ﺃﻥ ﻳﺒﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﺮﺗﻔﻊ، ﻓﺄﺧﺬ ﺇﺑﻠﻪ ﻭﻣﺎﺷﻴﺘﻪ ﻭﺻﻌﺪ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﺮﺗﻔﻊ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ، ﻭﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻫﻄﻞ ﺍﻟﻤﻄﺮ ﺑﺸﺪﺓ ﻭﺟﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﻞ ﻳﻬﺪﺭ ﻛﺎﻟﺮﻋﺪ، ﻓﻬﺪﻡ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻭﺷﺮﺩ ﺍﻟﻘﻮﻡ .
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺳﺎﺭ ﻋﺎﺋﺪﺍ ﻧﺤﻮ ﺃﻫﻠﻪ، ﻭﺑﻌﺪ ﻳﻮﻣﻴﻦ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ، ﻓﺮﺣﺐ ﺑﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼ ﻧﺤﻴﻔﺎ ﺧﻔﻴﻒ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ، ﻭﺃﺧﺬ ﻳﺰﻳﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺣﻴﺐ ﺑﻪ ﻭﺍﻟﺘﻮﺩﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﺃﻭﺟﺲ ﻣﻨﻪ ﺧﻴﻔﺔ، ﻓﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻪ ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻪ « ﺫﻭ ﻋﻴﻮﻥ ﺯﺭْﻕ ﻭﺃﺳﻨﺎﻥ ﻓُﺮْﻕ » ﻓﻘﺎﻝ : ﺁﻩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﺻﺎﻧﻲ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ، ﺃﻥ ﺑﻪ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻔﺎﺕ ﻻ ﻳﻨﻘﺺ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻲﺀ .
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺗﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺒﻴﺖ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻣﻦ ﺇﺑﻠﻪ ﻭﺃﻏﻨﺎﻣﻪ ﻭﺃﺧﺬ ﻓﺮﺍﺷﻪ ﻭﺟﺮﻩ ﻓﻲ ﻧﺎﺣﻴﺔ، ﻭﻭﺿﻊ ﺣﺠﺎﺭﺓ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻠﺤﺎﻑ، ﻭﺍﻧﺘﺤﻰ ﻣﻜﺎﻧﺎ ﻏﻴﺮ ﺑﻌﻴﺪ ﻳﺮﺍﻗﺐ ﻣﻨﻪ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﻣﻀﻴﻔﻪ،
ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻀﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻒ ﻭﺭﺍﺀﻩ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﻟﻘﺪ ﺍﺷﺘﺮﻳﺖ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﺑﺠﻤﻞ، ﺛﻢ ﺿﺮﺑﻪ ﺑﺴﻴﻔﻪ ﻓﻘﺘﻠﻪ، ﻭﺳﺎﻕ ﺇﺑﻠﻪ ﻭﻣﺎﺷﻴﺘﻪ ﻭﻗﻔﻞ ﻋﺎﺋﺪﺍ ﻧﺤﻮ ﺃﻫﻠﻪ .
ﻭﺑﻌﺪ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﻋﺪﺓ ﺃﻳﺎﻡ ﻭﺻﻞ ﻟﻴﻼ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺃﻫﻠﻪ، ﻭﺳﺎﺭ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺑﻴﺘﻪ ﻭﺩﺧﻠﻪ ﻓﻮﺟﺪ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻧﺎﺋﻤﺔ ﻭﺑﺠﺎﻧﺒﻬﺎ ﺭﺟﻞ، ﻓﺎﻏﺘﺎﻅ ﻟﺬﻟﻚ ﻭﻭﺿﻊ ﻳﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﻣﻪ ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻬﻮﻱ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻻﺛﻨﻴﻦ،
ﻭﻓﺠﺄﺓ ﺗﺬﻛﺮ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻝ « ﻧﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺪﻡ ﻭﻻ ﺗﻨﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻡ » ، ﻓﻬﺪﺃ ﻭﺗﺮﻛﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻬﻢ، ﻭﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﻏﻨﺎﻣﻪ ﻭﻧﺎﻡ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ .
ﻭﻧﻈﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﺑﻨﻪ ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺎﻡ ﺑﺎﻷﻣﺲ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺯﻭﺟﺘﻪ، ﻓﺤﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﺪﺍﻩ ﺇﻟﻰ ﻋﺪﻡ ﻗﺘﻠﻬﻢ، ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ : ﺣﻘﺎ .. ﻛﻞ ﻧﺼﻴﺤﺔ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﺟﻤﻞ .
ﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﻗﺼﺺ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﻌﺚ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﻟﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻭﻓﻬﻤﻬﺎ ﺑﺄﺑﻌﺎﺩﻫﺎ .
ﻭﻫﻲ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﺑﺠﻤﻞ