قصة واقعية
انت في الصفحة 2 من صفحتين
باكية رغماً عني، اقتربت هذه السيدة مني، وأخذت تردد قول الله تعالى: (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ)، هدأت نفسي وكأنني أسمعها لأول مرة. وصلنا إلى مطار القاهرة، وعند نزولي من الطائرة وجدت زوج صديقتي في صالة الانتظار، وسأله والدي عن سبب مجيئه فأجابه بأنه في انتظار صديق عائد على نفس الطائرة التي جئنا بها، جاء صديقه لأجد أنه جارنا في مقاعد الطائرة، ثم غادرنا، وما إن وصلنا إلى المنزل إذ ببصديقتي تتصل بي لتقول لي أن صديق زوجها أعجب بي، ويرغب برؤيتي في بيتها في نفس الليلة لأنّ خير البر عاجله. استشرت والدي في الأمر، فشجعني على الذهاب ففعلت. لم تمضِ أيام حتى تقدّم لخطبتي، وأتممنا أمور الزواج خلال شهرين لا أكثر، وبدأت حياتي الزوجية بتفاؤل، إذ وجدت في زوجي كل ما أردت، مرت شهور ولم تظهر أي علامات للحمل، كنت قلقة خاصة أني تجاوزت السادسة والثلاثين، ما دفعني لطلبت إجراء بعض التحاليل والفحوصات من زوجي، لم يرفض لي طلبي وذهبنا سوياً إلى طبيبة مختصة، وعند
استلام النتائج فاجأتنا بخبر حملي!! أثناء حملي حرصت على ألّا أعرف نوع الجنين لإيماني بأن كل
ما سيأتيني من الله خير، وكلما شكوت لطبيبتي من إحساسي بكبر حجم بطني فسرّته بسبب تقدّمي في السن، مرت الشهور بصعوبتها إلى أن حان موعد ولادتي، وإجريت العملية بنجاح، ونقلت إلى غرفتي في المستشفى بانتظار رؤية طفلي، جاءت الطبيبة تستفسر مني عن نوع الجنين الذي أرغب، فأجبتها بأني تمنيت من الله مولوداً يتمتع بصحة جيدة فقط ولا يهمني نوعه، فكان ردها صادماً: ما رأيك في أنك أنجبت ثلاثة توائم!! لم أدرك ما قالته، فطلبت مني التحكم بردود فعلي، إذ إن الله تعالى عوّضني بثلاثة أطفال دفعة واحدة رحمة منه، وأخبرتني أنها كانت على علم بأني حامل بتوأم لكنها لم تبلغني بذلك؛ حتى لا أتوتر خلال حملي، تذكرت لحظتها قوله تعالى: (وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا).