قصة و عبرة
يحكى أنه ﻓﻲ ﻋﻬﺪ نبي الله موسى عليه ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﻋﺎﺷﺖ ﺍﺳﺮﺓ ﻓﻘﻴﺮﺓ ﻣﻜﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺯﻭﺟﻴﻦ .
ﻗﺪ ﺍﺧﺬ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺳﻨﻴﻦ ﻃﻮﻳﻠﻪ ﻳﻌﺎﻧﻮﻥ ﻗﺴﺎﻭﺓ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻭﺻﺒﺮ ﻣﺮ ﺍﻻﻳﺎﻡ .
ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ جالسين
ﺳﺄﻟﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﻪ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻗﺎﺋﻠﺔ
ﻳﺎﺯﻭﺟﻲ ﺍﻟﻴﺲ ﻣﻮﺳﻰ ﻧﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻛﻠﻴﻤﻪ .
ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﻧﻌﻢ .
ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﺍﺫﺍ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﻧﺬﻫﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻧﺸﻜﻮﺍ ﻟﻪ ﺣﺎﻟﻨﺎ ﻭﻣﺎ ﺍﺻﺎﺑﻨﺎ ﻣﻦ ﻓﻘﺮ
ﻭﻧﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺍﻥ ﻳﻜﻠﻢ ﺭﺑﻪ ﻋﻦ ﺣﺎﻟﻨﺎ ﻭﻳﺴﺄﻟﻪ ﺍﻥ ﻳﻐﻨﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻪ .
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻧﻌﻢ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻳﺎ ﺍﻣﺮﺃﺓ .
ﻓﻠﻤﺎ ﺍﺻﺒﺢ ﺍﻟﺼﺒﺢ ﺫﻫﺒﺎ ﺇﻟﻰ ﻧﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻛﻠﻴﻤﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻓﻀﻞ ﺍﻟﺼﻼﺓ
ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ .
ﻭﺷﻜﺎ ﻟﻪ ﺣﺎﻟﻬﻤﺎ ﻭﻃﻠﺒﺎ ﻣﻨﻪ ﺍﻥ ﻳﻜﻠﻢ ﺭﺑﻪ ﺍﻥ ﻳﻐﻨﻴﻬﻢ .
ﻓﺬﻫﺐ ﻣﻮﺳﻰ ﻟﻠﻘﺎﺀ ﺭﺑﻪ ﻭﻛﻠﻤﻪ ﻋﻦ ﺣﺎﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﺳﺮﺓ .
ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺴﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﻠﻴﻢ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻻ ﺗﺨﻔﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﺫﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ
ﻭﺍﻻﺭﺽ
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻤﻮﺳﻰ ﻳﺎﻣﻮﺳﻰ ﻗﻞ ﻟﻬﻢ ﺍﻧﻲ ﺳﻮﻑ ﺍﻏﻨﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻲ
ﻣﻦ ﻓﻘﺮ .
ﻓﺬﻫﺐ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﺑﻠﻐﻬﻢ ﺑﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﺠﺎﺏ ﻟﻬﻢ ﻭﺍﻧﻪ ﺳﻮﻑ ﻳﻐﻨﻴﻬﻢ
... ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻤﺪﺓ ﻋﺎﻡ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﻘﻂ .
ﻓﺎﺳﺘﺒﺸﺮ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﻥ ﻭﺳﺮﻭﺍ ﺳﺮﻭﺭ ﻋﻈﻴﻢ .
ﻓﺈﺫ ﺑﺎﻻﺭﺯﺍﻕ ﺗﺄﺗﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﺍ ..
ﻭﺻﺎﺭﻭﺍ ﻣﻦ ﺍﻏﻨﻴﺎﺀ ﺍﻟﻘﻮﻡ
ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺗﺘﻐﻴﺮ ﻭﻋﺎﺷﻮﺍ ﻓﻲ ﺭﻏﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻴﺶ .
ﺍﻟﻤﺪﺓ ﺳﻮﻑ ﻧﻌﻮﺩ ﻟﻔﻘﺮﻧﺎ .
ﻗﺎﻝ ﻧﻌﻢ .
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﺍﺫﺍ ﻧﻘﻮﻡ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﻧﺼﻨﻊ ﻟﻨﺎ ﻣﻌﺮﻭﻓﺎ ﻋﻨﺪ
ﺍﻟﻨﺎﺱ .
ﻓﺈﺫﺍ ﻣﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻋﺪﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﻓﻘﺮﻧﺎ ..
ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻌﺮﻭﻓﻨﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﻨﻌﻨﺎﻩ ﻟﻬﻢ ﻓﻴﻌﻄﻮﻧﺎ ﻭﻻ ﻳﺮﺩﻭﻧﺎ ﺍﻥ
ﻃﻠﺒﻨﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﻗﻮﺕ
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺍﺻﺒﺘﻲ ﻳﺎ ﺍﻣﺮﺃﺓ ...
ﻓﻘﺎﻣﻮﺍ ﺑﺒﻨﺎﺀ ﻣﻨﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﺘﺮﻕ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺮﻳﻦ .
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺳﺒﻊ
ﻃﺮﻕ ﻓﻔﺘﺤﻮﺍ ﺳﺒﻌﺔ ﺍﺑﻮﺍﺏ .
ﻭﺍﺧﺬﻭﺍ ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﺎﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﻐﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺮﺍﺋﺢ ﻭﻳﺼﻨﻌﻮﻥ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻟﻬﻢ
ﻟﻴﻼ ﻭﻧﻬﺎﺭ
ﻭﻇﻠﻮﺍ ﻳﺸﺘﻐﻠﻮﻥ ..ﻭﺗﻤﺮ ﺍﻻﻳﺎﻡ ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺭ .
ﻭﻣﻮﺳﻰ ﺗﺄﻣﻞ ﺣﺎﻟﻬﻢ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ .
ﺍﻧﻘﻀﻰ ﺍﻟﻌﺎﻡ .. ﻭﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻬﻢ ﻭﻣﻨﺸﻐﻠﻴﻦ ﺑﺼﻨﻊ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺍﻛﺮﺍﻡ
ﺣﺘﻰ ﺍﻧﻬﻢ ﻧﺴﻮﺍ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻬﻠﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺪﺩﻫﺎ ﻟﻬﻢ ﺭﺑﻬﻢ .
ﻣﺎﻫﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻢ
ﻳﻔﺘﻘﺮﻭﺍ .
ﻓﺘﻌﺠﺐ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﻛﻠﻢ ربه ﻭﻗﺎﻝ ﻳﺎﺭﺏ . ﻗﺪ ﺍﺷﺘﺮط ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻋﺎﻡ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﻘﻂ . ﻭﺍﻻﻥ ﻫﻢ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ﺟﺪﻳﺪ ﻭﻟﻢ ﻳﻔﺘﻘﺮﻭﺍ .. ﻓﺮﺩ ﺍﻟﻤﻮﻟﻰ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻗﺎﻝ ﻳﺎﻣﻮﺳﻰ . ﻓﺘﺤﺖ ﻟﻬﻢ ﺑﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﺑﻮﺍﺏ ﺭﺯﻗﻲ ﻓﻔﺘﺤﻮﺍ ﺳﺒﻌﺔ ﺍﺑﻮﺍﺏ ﻳﺮﺯﻗﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺒﺎﺩﻱ . ﻳﺎﻣﻮﺳﻰ .. ﺍﺳﺘﺤﻴﺖ ﻣﻨﻬﻢ . ﻳﺎﻣﻮﺳﻰ ﺍﻳﻜﻮﻥ ﻋﺒﺪﻱ ﺍﻛﺮﻡ ﻣﻨﻲ