فى يوم من الأيام كان هناك شاب مؤدب ورقيق يشعر بحب شديد تجاة جارتة الجميلة
فى يوم من الأيام كان هناك شاب مؤدب ورقيق يشعر بحب شديد تجاة جارتة الجميلة، كان يراقبها دوماً بنظراتة ولكن يمنعه خجلة دوماً من الحديث معها أو السؤال عنها وعن أهلها، فى البداية أعجب بجمالها وحسنها وأعجبتة أخلاقها وإحترافها، وفى يوم قرر أن يذهب إلى بيت أهلها ويتقدم لخطبتها وهو فى شدة الفرح والسعادة فهو علي وشك أن يجتمع بحب عمره الذي طالما تمناه، دعاها إلى مقابلتة فى مطعم قريب من منزلهم للحديث، فى البداية كان قلقاً ومتوتراً جداً وكانت هى تشعر بالخجل الشديد، فاتت لحظات طويلة من الصمت وإكتفا الأثنين ببعض الإبتسامات الرقيقة، وجاء الجرسون ليقطع نظارتهما وتوترهما، طلب الولد فنجان قهوة ولكنة طلب من الجرسون وضع بعض الملح فى قهوتة !
تمت خطبتهما وزواجهما وعاشا فى سعادة وهناء، وكانت دائما تصنع له القهوة وتضع فيها بعض الملح كما يحبها، وبعد مرور أربعين عاماً علي هذا الحال، أصاب زوجها المړض الشديد وتوفاة الله، حزنت الزوجة كثيراً علي فراق زوجها، ولكنها عثرت بين أغراضة علي رسالة كتبها لها قبل وفاتة وكان نصها كالتالي : زوجتي الحبيبة، أعتذر لكي لأني كذبت عليك مرة واحدة فقط، وهى القهوة المالحة فى أول لقاء بيننا، كنت متوتراً وقد قلت للجرسون ملح بدلاً من السكر، وخجلت كثيراً أن أعود فى كلامي فأستمريت هكذا لمدة أربعين عاماً خوفاً من أن تحزني أو تتهميني بالكذب، ولكن بعدها قررت ألا أكذب عليك أبداً مهما حدث .
وأنا أعلم الآن أن أيامي فى هذا الدنيا أصبحت معدودة وأطلب منك السماح والعذر، وأريد أن أعترف لك أنني لا أحب أبداً القهوة المالحة فطعمها غريب ومزعج، ولكني بقيت أشرب القهوة مالحة لمدة أربعين عاماً فقط من أجلك ، ولم أشعر يوماً بالأسف علي ذلك، لأن وجودي معك وبقربك قد غطي فى داخلي علي أى عيوب أو مآسي فى هذة الحياة، حتي أنني لو يعود بي الزمن لأخترت أن أشرب القهوة مالحة طوال حياتي من جديد فقط من أجلك، وأرجو الله أن يجمعني بك فى جنات النعيم . . أغرقت دموعها الرسالة وهى تقرأ رسالتة الرقيقة.
ومن يومها أصبحت تشرب القهوة مالحة وعندما يسألها أبنها عن طعم القهوة مالحة تقول له أنها علي قلبها أطعم وأطيب من السكر، فهي أجمل ذكري لها تركها زوجها الحبيب الذى تتذكرة كل صباح وهى تشرب قهوتة المالحة