يحكى أنّ ملك أحد القبائل وإبنه خرجا ذات يوم في ركب كبير لزيارة أخته التي تزوجت، وذهبت للسّكن مع زوجها في بلاد بعيدة .
وأخذ يدور حولها بسرور فصبت له حليبا في صحفته وما كادت تبتعد حتى تمدد على الأرض وبدأ يئن ثم ماټ لم تفهم البنت مذا يحدث لكنها لما نظرت إلى الحليب رمته على الأرض وصاحت لقد حاولوا قتلي لم يعد لي هنا مقام ثم أخذت قربةماء ورغيفا وغادرت القرية دون أن تعرف أين تذهب .ولما رجع زوجها وجد الكلب مېتا والدار فارغة كاد يغمى عليه ثم خرج يبحث عنها أما شيماء فمشت طول النهار حتى تعبت وتورمت قدماها فجلست تحت شجرة وهي تمسح عرقها ولما نظرت إلى القربة وجدتها فارغة ليس فيها قطرة ماء واحدة فقالت في نفسها سأرتاح من هذه الحياة فقد تخلى عني أبواي وأنا في أمس الحاجة إليهما لماذا فعلا ذلك بدأت الشمس تغرب فوضعت البنت رأسها على الأرض وأغمضت عينيها وفجأة سمعت صوتا رخيما يغني ومعه أصوات أخرى
قدرنا أن نعيش
مكاننا ليس في الأرض أو السماء
لكنه هنا عامر بالحياة
إن سكنت الأرض
أو تموج الهواء
أحست البنت بقطرات ماء على شفتيها ووجهها وبرائحة الزهور فنظرت حولها بدهشة فرأت مخلوقات شفافة جالسة حولها وبالقرب منها واحدة في يدها زهور برية مليئة بالندى فابتسمت لها شيماء وقالت لا تتركيني يا أمي أرجوك فحضنتها الجنية بحنان وقالت هذه المرة لن يفرق أحد بيننا !!! سآخذك معي إلى مملكتي هناك لا يوجد لا المړض ولا الظلم ولا الحقد أجابت شيماء لي زوج أحبه وأب وأخ لماذا الفراق يا أمي لماذا لا نجتمع معا أجابت بالنسبة لأبيك فلقد أوصيته بحفظ سرنا لكنه تكلم وسمع قومي وخيروني بين الذهاب معه أو الرجوع فاخترت البقاء معهم أما هو فقد كان متزوجا من إنسية ولم يقدر أن يأتي بك بعد أن عرفت قبيلته الحقيقة ولهذا تركتك صغيرة في طريق القرية وكنت أحميك من بعيد حتى جاء ذلك الشيخ صالح وأخذك