توفيّ والدي قبل أن أولد بثلاثة أشهر، تاركا خلفه والدتي
يقول..
أمي بطلة قصتي....
توفيّ والدي قبل أن أولد بثلاثة أشهر، تاركا خلفه والدتي شابة لها من الجمال ما يجعل الرجال يطمعون في وصالها، لكنها تجاهلت كل تلك المغريات رغم أن أبي لم يترك لها مصدر رزق لأنه كان عاملا يومي، امتهنت أكثر من عمل مهما بلغت مشقته مادام لا يخالف شرع الله، خادمة في البيوت، تخيط الملابس وتبيعها بأثمان زهيدة، تصنع المربي وتبيعه في السوق كل جمعة، لم تدخر جهدا في تحقيق وتوفير كل ما تهفو له نفسي، عندما وصلت للثانوية قررت شغر أي عمل حتى أساعدك بعدما تدهورت صحتها وبلغ منها التعب مبلغه، لكنها رفضت رفضا قاطعا لذلك، أخبرتني حينها أن ما سيريحها حقا هو رؤيتي كطبيب جراح، المئزر الأبيض سيبدد تعب السنون كأنه لم يكن، في حين تسهر هي على آلة الخياطة وصنع المربي كنت أنا أسهر مكبوبا على كتبي حتى أغدو طبيبا لأحقق حلمها هي لا حلمي أنا، لأن حلمي كان رؤيتها مرتاحة كأي امرأة، تجلس في الليل أمام التلفاز وتشرب الشاي باستمتاع لا تنهك قواها بالعمل، ذلك المنظر كان يشحذ همتي حتى وصلت لما أصبو إليه، اليوم أنا أصبحت طبيبا لكن ليس بجهودي فقط بل بفضل الله ثم والدتي التي أفنت شبابها في سبيل تربيتي، اليوم أنا ووالدتي في طريقنا لزيارة بيت الله الحړام لنشكر الله على أفضاله، اليوم أصبح لي عيادتي الخاصة التي أعالج فيها الفقراء مجانا بطلب من أمي حتى لا تضطر أي امرأة لتحمل آلامها لأنها لا تملك ثمن الدواء والمعاينة الطبية.
#جنة