قصة جحا و الطنجرة
"من طرائف جحا"
جحا والطنجرة هي واحدة من قصص جحا الطريفة التي تدلّ على ذكائه ودهائه. وفي ما يلي القصّة :
اسـتعار جحا في يوم ما طنجرة من أحد جيرانه وعندما أعادها اليه أعاد معها طنجرة أخرى صغيرة فسأله جاره عن سبب إرفاق تلك الطنجرة الصغيرة مع تلك التي استعارها فقال جحا ان طنجرتك ولدت في الأمس طنجرة صغيرة وإنها الآن من حقك، مبارك عليك يا أخي!
وبعد مرور بضعة أيام ذهب جحا إلى جاره مرةً أخرى وطلب منه الطنجرة ثانيةً فأعطاه جاره إياها، وبعد مرور أيام ذهب جار جحا إلى بيت جحا وطلب منه أن يعيد له طنجرته فقال له جحا وهو يبكي :" إن طنجرتك قد ټوفيت بالأمس"
فقال له جاره متعجباً : " كيف ټوفيت الطنجرة ؟؟"
فأجابه جحا : " عجبا لك تصدق ان الطنجرة تلد ولا تريد ان تصدق ان الطنجرة ټموت!"
الأمر الذي قد لا يعلمه الكثيرون أن جحا تابعي عاش في قرن من خير القرون.
اسمه الحقيقي: دجين بن ثابت، اليربوعي، البصري، أبو الغصن، الكوفي الفزاري.
عاش في القرن الثاني من الهجرة، وقد ذكر الزركلي في الأعلام أنه ټوفي حوالي سنة 130هــ = 747م
وقيل: ولد عام 60 من الهجرة، وتوفي عام 160هـــ.
وقد عاش معظم حياته في الكوفة، وذكر بعض أهل العلم والسير كالحافظ ابن عساكر أنه عاش أكثر من مائة سنة.
قال الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى: "رأى دجين أنسًا، وروى عن أسلم، وهشام بن عروة شيئًا يسيرًا.
وعنه: ابن المبارك، ومسلم بن إبراهيم، وأبو جابر محمد بن عبد الملك، والأصمعي، وبشر بن محمد السكري، وأبو عمر الحوضي"
وجحا اسم لا ينصرف لأنه معدول من جاح مثل عمر من عامر، يقال: جحا يجحو جحوًا إذا رمى
وقد اختلف في دجين بن ثابت فذهب جمع من الأئمة إلى أن دجين بن ثابت هو جحا، منهم أحمد الشيرازي في "الألقاب"، وروي ذلك عن يحيى بن معين، وذكره الحافظ الذهبي في "السير" بقوله: "جحا أبو الغصن، صاحب النوادر، دجين بن ثابت، اليربوعي، البصري
وممن خالف الحافظ ابن حجر حيث قال في "الميزان" و"تعجيل المنفعة" كلاهما له: "هو الذي يتوهم أحداث أصحابنا انه جحا وليس كذلك"، وكذلك ابن الصلاح فقد جاء في تاج العروس: "قالَ ابنُ الصَّلاح: قيلَ: إنَّه جُحا المَعْروفُ، والأَصحّ أنَّه غيرُهُ؛ قالَ: وعلى الأَوّل مَشَى الشِّيرازِيُّ في الأَلْقابِ ورَواهُ عن ابنِ معينٍ".
وقال المرتضى الزبيدي ما ورد في كتابِ المنهج المطهر للقلْب والفُؤادِ للقطبِ الشَّعْراني وهذا نَصَّه: "جُحا هو تابِعيٌّ كما رأَيْتُه بخطِّ الجلالِ السّيوطيّ، قالَ: وكانتْ أُمُّه خادِمَةً لأُمِّ أَنَس بنِ مالِكٍ، وكانَ الغالِبُ عليه السَّماحَة وصَفَاء السَّرِيرَةِ، فلا يَنْبغِي لأَحدٍ أَنْ يَسْخَر به إذا سَمِع ما يُضافُ إليه مِن الحِكَاياتِ المُضْحِكَة، بل يَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعه ببَرَكاتِه.