قصة و عبرة
في يوم من الأيام كان هناك زوج وزوجة يعيشون حياة سعيدة وهادئة، وذات يوم رجع الزوج من شغله ليبلغ زوجته أنه قد اشتاق إلي أهله وأخوته وأولادهم كثيراً وأنه قرر أن يدعوهم لتناول طعام الغذاء معه غداً في المنزل، وطلب منها أن تحضر ألذ وأفخم أنواع الطعام التي تليق بأهله، بدا علي الزوجة الإنزعاج و قالت لزوجها بتأفف : إن شاء الله خير، ولم تجيب بأكثر من ذلك، لم يضع الزوج في رأسه شيئاً سيئاً وقال لها ببساطة : إذاً سوف أتصل بأهلي حتي أؤكد عليهم عزومة الغذاء غداً، فقالت الزوجة بإبتسامة ساخرة وقد خطرت علي بالها فكرة شريرة : حسناً يا عزيزي افعل كما تحب .
قالت الزوجة في برود : يمكنك أن تتصل بهم الآن وتعتذر لهم أنه طرأ لك عمل عاجل ولن يستطيعوا القدوم، فهل ليسوا غرباء هم أهلك، نظر إليها الزوج في ڠضب مفتعل ثم غادر المنزل دون أن يقول كلمة أخري، بعد قليل إذا بباب المنزل يطرق، قامت الزوجة في تباطؤ ظناً منها أن أهل زوجها قد جاءوا ولكنها تفاجئت بأهلها وأخواتها وأولادهم يدخلون البيت .
وقفت متسمرة في مكانها غير قادرة علي التحرك من الدهشة، رحبت بهم وأدخلتهم فسألوها عن زوجها فاعتذرت لهم أنه غير موجود وخرج قبل قليل، فتعجب أبوها وسألها : لقد دعانا زوجك البارحة إلي طعام الغداء، فكيف يعزمنا بنفسه ثم يغادر المنزل ؟ صعقټ الزوجة من كلام والدها وبدأت تفرك يديها في توتر محتارة ماذا تقول لأهلها وماذا تقدم لهم فإن الطعام الموجود بالمنزل لا يليق أبداً بأهلها ولا يمكنها أن تقدمه لهم .
اتصلت بزوجها علي الفور وسألته في ڠضب : لماذا لم تعلمني أنك قد عزمت أهلي أمس لتناول طعام الغداء، فقال لها في سخرية : اهلي وأهلك ما في فرق بينهم، فقالت الزوجة : أرجوك أحضر معك طعام جاهز من الخارج فلا يوجد أى طعام في المنزل يمكن أن أقدمه إلي أهلي، فقال الزوج في بساطة : أنا الآن بعيد جداً عن المنزل وهؤلاء أهلك وليسوا غرباء يمكنك أن تقدمي لهم من الطعام الموجود في المنزل مثلما كنتي تريدين أن تقدمي لأهلي .